اللهم اجبر قلبي جبراً يتعجب منه
اسم الله "الجبار" له ثلاثة معان :
الأول : جبر القوة، فهو سبحانه وتعالى الجبار ، الذي يقهر الجبابرة ، ويغلبهم بجبروته وعظمته.
الثاني : جبر الرحمة ، فإنه سبحانه يجبر الضعيف بالغِنى والقوة ، ويجبر الكسير بالسلامة ، ويجبر المنكسرة قلوبهم بإزالة كسرها ، وإحلال الفرج والطمأنينة فيها ؛ وما يحصل لهم من الثواب والعاقبة الحميدة إذا صبروا على ذلك من أجله .
الثالث : جبر العلو، فإنه سبحانه فوق خلقه عالٍ عليهم ، وهو مع علوه قريب منهم يسمع أقوالهم ، ويرى أفعالهم ، ويعلم ما توسوس به نفوسهم .
قول القائل في دعائه: " اللهم يا جبار اجبرني جبراً يتعجب منه أهل السموات والأرض " لا نرى له وجها؛ لما يلي :
أولا : لا نعلمه مأثورا عن أحد من السلف .
ثانيا : هذا من سؤال الله جبر الرحمة، وطلبه وحصوله لا يستدعي التعجب من أهل السماء؛ فمن عرف سعة رحمة الله ، وعظيم فضله على عباده ، وإنعامه عليهم : لم يتعجب كل هذا العجب ، إذا علم أن الله جبر بعض عباده ، ولو كان عاصيا فتاب عليه ، أو مبتلى فعافاه ، أو محتاجا فأعطاه ، أو مريضا فشفاه ، أو نحو ذلك ؛ فما عند الله من الرحمة والعطاء : فوق ذلك ، بما لا يقدر قدره .
Commentaires
Publier un commentaire